لمس إنّ المس الشيطاني مرض سلوكي فتّاك، عواقب المس وخيمة على الحاضر والمستقبل، وعلى السلوك والصحة، والحالة النفسية و العصبية، والمس يندرج تحت مسمّيات كثيرة: الإنس، والجن، والشياطين مخلوقات من الله عز وجلّ. حقيقة وجودهم مؤكّدة ومثبتة، لا يمكن إنكارها حتى و إن حدثت ظواهر صعبة الجزم بحقيقتها المطلقة، إلا أنّها غير قابلة للإنكار إمّا لعدم وجود أدلة كافية لإنكار حقيقة مطلقة، أو لقصور حواسنا البشرية (جوارحنا) عن إدراكها، والمس الشيطاني أو مس الجن، أو المس كما هو أحد هذه الحقائق، التي تهمّ العديد من الناس لسبب أو لآخر. أعراض المس ما هي أعراض المس؟ وكيف يمكن أن نعرف أنّ شخصاً مصاباً بالمس؟ من هذا السؤال ننطلق لنجد الإجابات المتعدّدة والمتنوّعة في سبيل الوصول إلى طرف الخيط، لأن المس أمر ليس سهلاً، وقد يُساء فهمه لدى الأفراد لنعدّه مرضاً أو حالة نفسية. تتنوّع أعراض المس وتختلف وتظهر بمستويات مختلفة، وليس من السهل تمييزأعراض المس واكتشافها؛ لأنّ أعراضه ترتبط كثيراً بتغيرات نفسيّة، فلعلّ البعض يخطؤون عند تقييمها. فَهم أعراض المس مرتبط جداً بفهم مسبباته، وخاصّةً تلك التي تندرج تحتها الكثير من التفاصيل، فالابتعاد عن السنّة المطهرة، و فعل المكروهات من الأعمال، وممارسة أفعال خاطئة تهدف للوصول إلى العالم الخفي الذي هو من خلق الله وتدبيره، وحتّى عدم خلق صلة وثيقة مع الله، وإقامة نوع من العلاقة القريبة جداً إلى الواقعية بين عالم الإنس والجن، وربّما إيذاء الجن بطريقة متعمّدة أو غير متعمدة، وهذا غير ممكن بشكل واضح دقيق؛ فعالم الجن عالم خفي ولطيف، من الصعب بل ومن المستحيل إدراكه وهو عالم أسرع من عالم الإنس، فكيف لنا أن ندركه بل والخوض في مجرياته؟! تُصيب أعراض المس كافّة الجوانب النفسيّة، والجسديّة، والروحيّة عند المصاب بالمس ذكراً كان أم أنثى. الصداع، والأرق، والتوتّر و الخمول أهمّ أعراض المس، يتبعها الضيق، والاكتئاب، وتقلّب المزاج بسرعة وتباين، بالإضافة إلى ذلك فإنّ من به مس معرّض لأن يكره وينفر من تفاصيل حياته كزوجته، وأطفاله، وأصدقائه وعمله، ويتعرّض للنسيان كثيراً، ومريض المس يغضب لأتفه الأسباب، وتبدأ حواس مريض المس العضويّة بالتدهور كأن يشم روائح غريبة لا يشمها سواه. يسمع مريض المس أصواتاً غريبة أيضاً لا يسمعها سواه، و يتعرّض إلى النزيف، وآلام متفرّقة في أعضاء جسده، وخاصّةً أثناء الجماع، وقد يتعرّض مريض المس لرعشة وارتجاف في أطرافه، وحتى فيما يتعلّق برائحة المصاب بالمس تكون رائحة غريبة ومنفّرة جداً، سواء رائحة عرقه أو نفسه. من أعراض المس الغريبة ملازمة الجلوس في دورات المياه لوقت طويل، وقد ذكرنا أنّ المس له ارتباط وثيق بالحالة النفسية، فمن أعراض المس أن يصاب الشخص بوسواس قهري، وحالات الخوف والفزع أو ما يُسمّى بالـ(فوبيا)، إضافةً إلى نوبات غريبة تشبه نوبات الإصابة بالصرع، والوحدة والانعزال والابتعاد عن المجتمع. اضطراب عمليّة النوم بشكل مستمر و رؤية أحلام وكوابيس مفزعة بشكل مستمر، وأعراض المس تمتدّ لتصل حتى إلى الجانب الروحي؛ فيضعف الوازع الديني والإيماني، ويبدأ مريض المس بالإحجام وعدم الإقبال على الطاعة، وأداء العبادات.